تراتيل
في محطة الباصات العامة بمسجد جامك قابلته, كان رث الهيئة, غليظ الشارب والحاجب, له هندام متواضع يغطي حدبة الظهر, من مشيه الوئيد يبدو متعبا او مريضا جدا, رجحت حينها أنه ممن يعيش في الطرقات .. جلس بجانبي وهو يحمل ورقة مطوية تحمل اشارة الشرطة وهو يشير الى مبلغ الغرامة عليها, أشحت بنظري عنه في البداية ثم بدأ هو في سرد قصته على مايبدو (بالمالاوية) وحين لم يلق تجاوبا من تجاهي, طوى الورقة من جديد أسند ظهره بصعوبة للكرسي , رمى بإحدى ساقيه فوق الاخرى وأشعل عقب سيجارة,ثم قال لي (بالانجليزية) : سمعت الكثير عنكم أنتم العرب لكنكم لاتختلفون كثيرا عن الشعوب الاخرى .. فقط تتحدثون بصوت عال في “التيلفون” وتدعون انكم تحبون بعضكم البعض ولكنكم تكذبون .. الكذب مضر بالعلاقات الانسانية. وتركني في ذهول..!